BASHAR. الإداره
عدد الرسائل : 694 العمر : 35 الـدولـه : سوريا... اللاذقــيه العمل/الترفيه : مو ضروري المزاج : كل ما يتعلق بالموبايل تاريخ التسجيل : 17/06/2008
| موضوع: محمد رسول الله الخميس سبتمبر 18, 2008 5:38 am | |
| قال تعالى: (( الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم ٳصرهم والأغلال التي كانت عليهم )). [ الأعراف: 157 ].
قال ابن اسحاق: ولد رسول الله (صلعم) يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، عام الفيل. وقال: فلما وضعته أمه، (صلعم)، أرسلت ٳلى جده عبد المطلب، أنه قد ولد لك غلام، فأته فانظر ٳليه، فأتاه فنظر ٳليه وحدثته بما رأت حين حملت به، وما قيل لها فيه، وما أمرت به أن تسميه، وكان أبو طالب هو الذي يلي أمر رسول الله، (صلعم)، بعد جده، فكان ٳليه ومعه.
لقد لقي هذا الرسول الكريم الأذى من قومه، فقال، (صلعم): (ألا تعجبون لما يصرف الله عني من أذى قريش، يسبون ويهجون مذمما، وأنا محمد). فقبل بيعة العقبة لم يؤذن له في الحرب، ٳنما كان يأمر بالدعاء إلى الله والصبر على الأذى، والصفح عن الجاهل، وكانت قريش قد اضطهدت من اتبعه من المهاجرين حتى فتنوهم في دينهم ونفوهم من بلادهم، فهم من بين مفتون في دينه، ومن بين معذب في أيديهم، وبين هارب في البلاد فرارا منهم، منهم من بأرض الحبشة، ومنهم من بالمدينة، وفي كل وجه، فلما عتت قريش على الله عز وجل، وردوا عليه ما أرادهم به من الكرامة، وكذبوا نبيه، (صلعم)، وعذبوا ونفوا من عبده ووحده وصدق نبيه، واعتصم بدينه أذن الله عز وجل لرسوله (صلعم) في القتال والانتصار ممن ظلمهم وبغى عليهم. فأمر رسول الله، (صلعم)، أصحابه من المهاجرين من قومه، ومن معه بمكة من المسلمين، بالخروج إلى المدينة والهجرة ٳليها، واللحاق بٳخوانهم من الأنصار. وأقام بمكة ينتظر أن يأذن له ربه في الخروج من مكة،والهجرة إلى المدينة...
ولا يسعنا أن نذكر كل الغزوات، والسرايا، وكل ما قام به رسول الله، (صلعهم)، من أجل رفع راية الحق. وإزهاق الباطل لأن الباطل كان زهوقا. ولكن ذكرنا هذا الموجز البسيط كي يتذكر المسلم ويشعر بالرسالة المحمدية أنها لم تبلغ بسهولة ويسر، ولو أن ذلك على الله يسير، ولكنها سنة الله في الحياة.
فالذين عاشروا رسول الله، (صلعم)، أحبوه إلى حد الهيام، ولم يبالوا أن تندق أعناقهم ولا يخدش له ظفر، وما أحبوه كذلك ٳلا لأن نصيبه من الكمال الذي يعشق عادة لم يرزق بمثله بشر.
فكان النبي، (صلعم)، يمتاز بفصاحة اللسان، وبلاغة القول، وكان من ذلك بالمحل الأفضل، والموضع الذي لا يجهل، سلاسة طبع، ونصاحة لفظ، وجزالة قول، وصحة معان، وقلة تكلف، لا ينطق عن الهوى، لقد أوتي جوامع الكلم، وخص ببدائع الحكم، وعلم ألسنة العرب، يخاطب كل قبيلة بلسانها، ويحاورها بلغتها، اجتمعت له قوة عارضة البادية وجزالتها، ونصاعة ألفاظ الحاضرة ورونق كلامها، إلى التأييد الإلهي الذي مدده الوحي، وكان الحلم والاحتمال، والعفو عند المقدرة، والصبر على المكاره، صفات أدبه الله بها، وكل حليم قد عرفت عنه زلة، ولكنه، (صلعم)، لم يزد مع كثرة الأذى ٳلا صبرا، وعلى ٳسراف الجاهل ٳلا حلما، قالت عائشة، (ضها):[ ما خير رسول الله، (صلعم)، بين أمرين ٳلا اختار أيسرهما ما لم يكن ٳثما، فٳن كان ٳثما كان أبعد الناس عنه، وما انتقم لنفسه ٳلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها، وكان أبعد الناس غضبا، وأسرعهم رضا.
وكان من صفته الجود والكرم على ما لا يقدر قدره، كان يعطي عطاء من لا يخاف الفقر، قال ابن عباس (ضه): [ كان النبي، (صلعم)، أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل عليه السلام]. وقال جابر، (ضه):[ ما سئل شيئا قط فقال: لا.
وكان من الشجاعة والنجدة والبأس بالمكان الذي لا يجهل. كان أشجع الناس، حضر المواقف الصعبة، وفر عنه الكماة والأبطال غير مرة، وهو ثابت لا يبرح، ومقبل لا يدبر، ولا يتزحزح. وكان أشد الناس حياء وٳغضاء، كان لا يثبت نظره في وجه أحد، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، لا يشافه أحدا بما يكره حياء وكرم النفس، وكان لا يسمي رجلا بلغ عنه شيء يكرهه، يغضي حياء ويغضى من مهابته، فلا يكلم ٳلا حين يبتسم وكان أعدل الناس، وأعفهم، وأصدقهم لهجة، وأعظمهم أمانة. وكان أشد الناس تواضعا، وأبعدهم عن الكبر، يمنع عن القيام له، وكان يعود المساكين، ويجالس الفقراء، ويجيب دعوة العبد، ويجلس في أصحابه كأحدهم، قالت عائشة، (ضها):[ كان يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويعمل بيده كما يعمل أحدكم في بيته، وكان بشرا من البشر يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه].
وكان أوفى الناس بالعهود، وأوصلهم للرحم، وأعظم شفقة ورأفة ورحمة بالناس، أحسن الناس عشرة وأدبا، وأبسط الناس خلقا، أبعد الناس من سوء الأخلاق، كان يعفو ويصفح، وكان لا يدع أحدا يمشي خلفه، وكان يحب المساكين ويجالسهم ويشهد جنائزهم.
كان متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه لا بأطراف فمه- ويتكلم بجوامع الكلم، فصلا لا فضول فيه ولا تقصير، لا يغضب لنفسه ولا ينتقم لها- وٳذا غضب أعرض وأشاح، وٳذا قرح غض طرفه. يؤلف أصحابه ولا يفرقهم، يكرم كريم كل قوم، ويوليهم عليهم، يتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويصوبه، ويقبح القبيح ويوهنه.
كان لا يجلس ولا يقوم ٳلا على ذكر، ولا يوطن الأماكن، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صخاب...
لا يسعنا أن نذكر كل صفات الكمال المنقطعة النظير، فهو الذي خاطبه الله عز وجل فقال وٳنك لعلى خلق عظيم ). وسئلت عائشة (ض) عن أخلاقه، (صلعم)، فقالت: ( خلقه كان القرآن ).
لقد من الله، عز وجل، على هذه الأمة بنعمتين عظيمتين: نعمة القرآن العظيم، ونعمة السيرة النبوية العظيمة، ٳنها سيرة متميزة لها خصائصها التي بينها المحققون من العلماء، ٳنها سيرة علمية مدونة، وسيرة تاريخية ثابتة، وسيرة مكتملة الحلقات، من الولادة إلى الوفاة، وهي سيرة شاملة جامعة، تجسد حياة النبي، (صلعم)، في وقائع وأحداث، ناطقة معبرة، هذه الحياة المتكاملة المتوازنة، التي نجد فيها الإسلام حيا، والقرآن مفسرا، والقيم الإسلامية تسعى بين الناس على قدمين، هذه الحالة هي التطبيق العملي للقرآن الكريم، هذه الحياة هي التي يجد فيها كل مسلم أسوته المثلى، ومثله الأعلى، فقد أدبه ربه فأحسن تأديبه؛ وأنزل عليه الكتاب والحكمة، وعلمه ما لم يكن يعلم، وكان فضل الله عليه عظيما. وامتن به على المؤمنين، ٳذ بعث رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وٳذ كانوا من قبل لفي ضلال مبين). [ آل عمران: 164 ]. وقوله تعالى لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا). [الأحزاب:21].
والحق أن المثل التطبيقي الأعلى للتكامل وللتوازن بين المثال والواقع، بين القلب والعقل، بيت الإيمان والعلم، بين الروح والمادة، بين الفردية والجماعة، بين حق الرب وحظ النفس. وٳعطاء كل منهما حقه بلا طغيان ولا ٳخسار، هو رسول الله (صلعم) الذي أرسله الله، عز وجل، رحمة للعالمين، وأنزل عليه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
لقد اجتمع في هذا الرسول الكريم، (صلعم): الرسول العابد الزاهد بما عرف عنه من عبادات، والرسول الإنسان الذي لم ينس أنه بشر وزوج وأب وجد، وقريب، وجار، وصديق، ورئيس، وقائد ورسول من الله رحمة للعالمين...وقد أعطى لكل علاقة حقوقها.
وخير ما نختم به قوله سبحانه وتعالى: ( كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون). [البقرة:151]. ( وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم، وٳن الله لهاد الذين آمنوا الى صراط مستقيم). [الحج:54]. ( ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل ٳليك من ربك هو الحق ويهدي الى صراط العزيز الحميد). [ سبأ: 6]. ( قل هذه سبيلي أدعوا الى الله، على بصيرة أنا ومن اتبعني، وسبحان الله وما أنا من المشركين).[يوسف: 108]. ( قل ٳن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم، والله غفور رحيم ). [آل عمران: 31].
فاللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما (سبحانك لا علم لنا ٳلا ما علمتنا، ٳنك أنت العليم الحكيم ). [البقرة: 32]. | |
|