BASHAR. الإداره
عدد الرسائل : 694 العمر : 35 الـدولـه : سوريا... اللاذقــيه العمل/الترفيه : مو ضروري المزاج : كل ما يتعلق بالموبايل تاريخ التسجيل : 17/06/2008
| موضوع: المال والعــلم الخميس سبتمبر 18, 2008 5:47 am | |
| الحمد لله الواحد القهار، غافر الذنب قابل التوبة، فالق الحب والنوى والليل والنهار. وسبحان الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله تتنزل الخيرات، وبتوفيقه تتحقق الغايات، وسبحان الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير، سيدنا وإمامنا، وأسوتنا وحبيبنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
روى الترمذي عن رسول الله (صلعهم) قال:«لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ وعن علمه ما عمل به؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه؟»¹.
سنتحدث في النقطة الأولى: عن العلم ماذا عمل به الإنسان؟؟ منذ ومتى نحن نسمع كلام الله، ونقرأ آياته، ونراها في الآفاق وفي أنفسنا؟ ومنذ متى ونحن نسمع قول رسول الله (صلعم)؟ لعل الفرق بين القول والعمل شاسعا جدا، إنها ثغرة تزج بالإنسان إلى النفاق دون أن يشعر؛ قال تعالى:«يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون»². ونسأل الله أن يرزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل.
إن أجمل وأزكى وأنفع وأجدر وأغلى ما يمكن طلبه والسعي وراءه بالكد والجد والغالي والنفيس ألا هو طلب العلم؛ ولا سبيل إلى معرفة الله، ولا سبيل إلى رضوان الله في الحياة الدنيا والآخرة إلا بالعلم الشرعي. وكما هو معروف، فالعلم يبدل له المال، ويبدل له العمر، ويبدل له الوقت، لأنه أغلى ما يمكن أن يضحي الإنسان من أجله هو العلم. وقد قال الله سبحانه وتعالى لنبيه المصطفى (صلعم):«وقل ربي زدني علما»³.
[size=21][size=21]والعلم وحده الذي يورث الخوف من الله عز وجل، كما هو وحده يقرب الإنسان من ربه، وبالعلم يرفع الإنسان إلى أعلى الدرجات، كما قال تعالى:«إنما يخشى الله من عباده العلماء»4. وقوله تعالى كذلك:« يرفع اله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات»³. وقوله سبحانه أيضا:«شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم».5 [/size]
وروى أبو داود عن النبي (صلعم)، قال:«من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له كل من في السماوات والأرض حتى الحيتان في الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يرثوا دينارا أو درهما، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر»6.
من أتاه الله العلم فقد أوتي خيرا كبيرا، وكما جاء في صحيح مسلم عن النبي (صلعم)، قال:« إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له »7. والعلم الذي لا يحرك قلبك وجوارحك للعمل، ولخشية الله وتقواه فلا خير فيه. والآن سوف نتحدث عن المال من أين اكتسبه الإنسان وفيما أنفقه ؟؟ لعل المال نعمة من أعظم النعم، فالمال زينة الحياة الدنيا. كما قال عز وجل:«المال والبنون زينة الحياة الدنيا»8. فلا يعرف قدر هذه النعمة إلا من عرف الغاية من المال! المال نعمة لا يعرف قدرها إلا ذلك الصالح التقي الورع الذي عرف ما الغاية من المال، كما قد عرف الوظيفة الحقيقية للمال..وإن كان المال زينة الحياة الدنيا، فغدا سوف نسأل عنه من أين اكتسبناه؟ وفيما أنفقناه؟ روى أحمد والترمذي وصححه الشيخ الألباني أن رسول الله (صلعم)، قال:«ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال فأما الثلاث الذي أقسم عليهن فإنه ما نقص مال عبد صدقة ولا ظلم عبد بمظلمة فيصبر عليها إلا زاده الله عز وجل بها عزا ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله له باب فقر. وأما الذي أحدثكم حديثا فاحفظوه فإنه قال إنما الدنيا لأربعة نفر. عبد رزقه الله عز وجل مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله عز وجل فيه حقه قال فهذا بأفضل المنازل. قال وعبد رزقه الله عز وجل علما ولم يرزقه مالا قال فهو يقول لو كان لي مال عملت بعمل فلان. قال فأجراهما سواء. قال وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه عز وجل ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقه فهذا بأخبث المنازل. قال وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو كان لي مال لعملت بعمل فلان قال هي نيته فوزراهما فيه سواء»9.
فالمال ليس مالنا في الحقيقة، إنما هو مال ورثتنا، وليس سوى ظل زائلا؛ والله هو الوارث الوحيد سبحانه وتعالى. ورب شاعر قال:
النفس تجزع أن تكون فقيــــــــــرة *** والفقر خير من غنى يطغيهــــــا وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبت *** فجميع ما في الأرض لا يكفيهـــا هي القناعة فالزمها تكـــــــــــــــن *** ملكا لو لم تكن لك إلا راحة البدن وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعهـــــا *** هل راح منها بغير الطيب والكفن اللهم اجعل لنا عندك وليجة واجعل لنا عندك زلفى وحسن مآب واجعلنا ممن يخافون مقامك ووعيدك ويرجون لقاءك واجعلنا نتوب إليك توبة نصوحا ونسألك عملا متقبلا وعلما نجيحا وسعيا مشكورا وتجارة لن تبور. اللهم ربي اغفر لنا وارحمنا. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. [/size] ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ 1- رواه الترمذي/رقم الحديث:2419/صفة القيامة-باب رقم (1)/قال حسن صحيح/وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة... 2- سورة الصف/ الآية:2/3. 3- سورة طه/ الآية:114 . 4- سورة فاطر/ الآية: 28. 5- سورة آل عمران/ الآية: 18. 6- رواه أبو داود/رقم:3641-3642/ في العلم/ باب طلب العلم/ والترمذي/رقم:2683-2684 /في العلم... 7- رواه مسلم/رقم:1631 / في الوصية في باب ما يلحق الإنسان من ثواب بعد وفاته / وأبو داود/رقم:2683-2684... 8- سورة الكهف/ الآية: 46. 9- رواه مسلم/رقم:2588 / في البر والصلة/ ورواه الترمذي/رقم:2326 / والإمام أحمد/رقم:4/230،231/ وابن ماجة ...
| |
|