| نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي |
الغيرة لها صفات دافعية إيجابية،وأنها ظاهرة صحية تدفع إلى التنافس الشريف وتخدم البقاء وتقف وراء إشباع الدوافع والحاجات الأولية الشعورية واللاشعورية، وتكتسب أهميتها كمخزون وقود للعلاقات الإنسانية ومصدر توليد طاقة نفسية دافعة لحركة الفرد داخل الأسرة والمجتمع.
تعانى بعض السيدات من الغيرة الشديدة على أزواجهن، فإذا خرج زوجها من المنزل تزاحمت فى ذهنها الظنون، إذا حدد موعد أو تكلم فى التليفون أو رن المحمول تتسابق لديها الشكوك لتعرف إلى من يتحدث، وتأتى الصاعقة على رأسها إذا شرد زوجها فى التفكير أو ابتسم دون داع، فيقودها تفكيرها إلى أن زوجها يفكر فى امرأة أخرى وأنه يتذكر كلماتها له وضحكاتها ، وتزداد الشكوك مع اهتمامه بنفسه ودقته فى اختيار لون ملابسه وتناسقها، ووقوفه أمام المرأة أكثر من اللازم من وجهة نظرها.
والغيرة مقبولة إذا كانت حميدة أى تشعر المرأة بأن زوجها أو خطيبها الذى تحبه بكل عواطفها ووجدانها أصبح بعيد عنها ولا يثير اهتمامها أو لا يحتويها، وهناك الغيرة الزائدة التى يصحبها الشك والتى يمكن أن تصل إلى درجة تصيد الزوجة لأخطاء زوجها ومراقبته، مما يجعل العلاقة الإنسانية بينهما يصاحبها قلق وتوتر ويمكن أن تصل الحالة إلى درجة الاكتئاب والصمت وتجنب كل منهما الأخر. إن هدف كل امرأة متزوجة هو المحافظة على استقرار بيتها وبالذات في علاقتها مع شريك حياتها،وهي تتلخص في ضرورة التخلص من نار هذه الغيرة التي تكدر عليك حياتك وإرجاعها إلى حجمها الطبيعي، فالغيرة ـ يا أختي ـ طبع ركبه الله في كل امرأة، ومن الطبيعي أن كل زوجة مهما بلغت من العقل تغار على زوجها وتخشى أن تشاركها فيه أخرى، وقد غارت أمنا عائشة - رضي الله عنها - على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من زوجاته الأخريات، وقد تفهم رسول الرحمة – صلى الله عليه وسلم - غيرتها تلك ولم يعبها فيها إلا أن تكون سبباً في تعديها على من تغار منها.إلا أن الغيرة كما يقال في الحياة الزوجية كالملح للطعام، قليله مطلوب وكثيره يفسد العلاقة، خاصة إذا سيطرت الغيرة على تفكير الزوجة
الزوجة الذكية يمكنها أن تتحكم بأعصابها إذا تجاذبتها نوازع الغيرة على زوجها من امرأة أخرى فتضغط على شعورها قبل أن تبدأ بسيول الغضب، عند ذلك تكون لحظة التوتر قد زالت ويكون العقل قد تدخل وقال كلمته، تثبت المرأة تعقلها وحكمتها عندما تنتصر على لحظات الخطر وتجتاز فترة التوتر الذي ينذر بالانفجار.
عند ذلك يفتح لها العقل أبواباً من المعرفة والإدراك ويخاطبها بوضوح بأن الغيرة الزائدة ليست إلا معنىً مرادفاً للتفاهة وخراب البيوت.
غيرة الزوجفالزوج المصاب بالغيرة المرضية يعاني من وساوس تؤرقه في زوجته وسلوكياتها، مما يضطره إلى ترك عمله وإهمال مظهره وتكون اهتماماته منحصرة فقط في البحث والتحري عن الزوجة بهدف الحصول على أي معلومات تؤكد وساوسه وتدينها حتى أنه يلجأ للتحقيق مع الزوجة بأسلوب الضغط النفسي وحتى التهديد والتعذيب. وفي الحالات التي تم التعامل معها يكون أسوأ ما في مشكلة الغيرة الزوجية هو عدم المعرفة بأن هذه الحالة تعتبر حالة مرضية ويستوجب العلاج منها حتى يعود الشخص إلى طبيعته. وعلاج الغيرة الزوجية لا يعود بالنفع على المريض فقط، بل على أسرته أيضاً وعلى جميع من حوله وحتى عمله».
الغيرة الحميدة للسعادةأنه لكى تجعل الزوجة من الغيرة وسيلة لزيادة السعادة بالحياة الزوجية لابد من استعملتها برقة ولطف وبالتلميح أكثر من التصريح وبلهجة هي بين الجد والمزح وبدون تجهم وعبوس، بل بابتسامة وصوت هادئ يشعر الزوج بحرصها عليه وحبها له.
ولكن بدون تلك الأسلحة النارية من الصياح والانفجارات التي تطوح بشعور الكثيرات ساعة غيرتهن على أزواجهن فينعكس المعنى المطلوب من الغيرة.
أن الغيرة تكون إيجابية عندما تكون في حدود المنطق والمقبول وعندما تخرج الزوجة أو الزوج عن العادات والتقاليد والمتعارف عليها تكون المحاسبة، والغيرة مقبولة، ومثال ذلك إذا ذهبت الزوجة إلى بعض الغرباء دون داعي أو إذا خرجت بملابس تتنافى مع المعتاد عليه أو إذا قام الزوج بمخاطبة أخريات أو السهر أو السفر دون مبرر، كل هذا يعد من الغيرة الإيجابية التي يكون الهدف منها حماية العلاقة الزوجية من الانهيار، أما الغيرة السلبية فتكون بالتشدد والتزمت ومحاسبة كل طرف للآخر حسابا عسيرا على كل ما يقوم به من تصرفات وسلوك حتى في توافه الأمور..
زيادة الاهتمام بالزوجةإنه يمكن أن يساعد الزوج زوجته التى تحولت غيرتها إلى شك وخوف على حياتها معه، بأن يطمئنها أنها الوحيدة بحياته وأنه لا يفكر فى الزواج عليها أو تركها، والبحث عن المميزات الإيجابية لديها وجعلها في قائمة وبين الحين والأخر يذكر لها واحدة منها هذا يجعلها تطمئن، كذلك يذكر لها أنه تزوجها لأنه أحبها من بين نساء العالم وهذا هو العلاج الأساسى لتحطيم الغيرة التي لديها.
وعندما تكون الزوجة عصبية يجب ألا يناقشها زوجها أو يصب على عصبيتها الزيت وإنما يتركها ترتاح، وكذلك تجنب مدح امرأة أو فتاة أمامها مهما كان الموقف لأن المدح يزرع في نفسها الغيرة فالمدح لامرأة أخرى من اخطر ما يدمر حياة المرأة التي تغار.
أن السبيل الأمثل للتخلص من الغيرة الزائدة بين الزوجين يتمثل في «احترام كل طرف لخصوصية الطرف الآخر وعدم الاعتداء على أشيائه الخاصة. مع ضرورة الثقة المتبادلة بين الزوجين والفهم المتبادل والثقة من زوجته بأنها اختارته هو لأنه أفضل الناس بالنسبة لها وهو اختارها لأنها أفضل الناس بالنسبة له، ومحاولة أن تكون هناك مكاشفة ومصارحة بين الزوجين ولا يأتي أحدهما أو كلاهما بتصرفات أو أفعال تثير الريبة والشك مثل إجراء مكالمات بعيدا عن الطرف الآخر أو عمل أرقام جولات خاصة لا يعرفها الطرف الآخر».
| نقره على هذا الشريط لتصغير الصوره |
مع أرق أمنياتى لكم بحياة زوجية سعيدة ...[/size]