تعتبر الدراجة النارية سلالة متطورة من دراجة هوائية كانت تعرف قديماً باسم (الدراجة الآمنة)، وتتسم بعجلتين متساويتي الحجم في الأمام والخلف، وآلية دفع العجلة الخلفية تتم بواسطة دواسات دفع بالأقدام.
والأخيرة بدورها تطورت عن دراجة ذات عجلات عالية، ظهرت إلى الوجود كسلالة أكثر تطوراً من دراجة تسمى (محطمة العظام) ظهرت في حوالي عام 1800. وتستخدم هذه الدراجة عجلات ذات أطواق حديدية، فيما كانت آلية دفعها تتم من خلال تحريك القدمين على الأرض لتوفير قوة الدفع. وقد أطلق عليها اسم (محطمة العظام) نظراً لظهرها المؤذي وجنوحها لدهس سائقيها.
وينسب للمخترع الألماني جوتليب ديملر الذي أسس مع كارل بنز شركة (ديملر بنز)، الفضل في اختراع أول دراجة نارية في العالم في عام 1885 وهي دراجة بعجلتين واحدة في الأمام والثانية في الخلف، ولكنه أضاف اليهما عجلتين صغيرتين أخريين واحدة في كل جانب بهدف تعزيز ثبات الدراجة.
حوادثها خطيرة
الدراجات النارية من المخاطر المهددة لحياة الأفراد، التي تضاف إلى أجندة حوادث المرور وخاصة أن عواقبها وخيمة وغالباً ما تؤدي إلى الشلل أو فقدان الحياة إذا ما تم استخدامها في الأماكن غير المخصصة لها، ولا سيما ان القانون يخالف أصحاب الدراجات الذين يقومون باستخدامها بين الإحياء السكنية أي خارج الأماكن المخصصة لها.
للدراجات النارية وجهان في كيفية التعامل معها، الوجه الأول الذي يستطيع من خلاله صاحب الدراجة ان يمارس هواية قيادة الدراجات وفق معايير الأمن والسلامة طالما توافرت الظروف المحيطة بها من موقع وأدوات السلامة، ولا يمكن قيادة الدراجات النارية بين الأحياء السكنية بسبب الهدير والضجيج الذي تسببه، فضلا عن المخاطر الأخرى المحيطة بها أثناء قيادتها كوجود السيارات بين الفترة والأخرى وحركة السير للأطفال وكبار السن في تلك المواقع، كذلك فإن عدم مراقبة أولياء الأمور لأبنائهم يؤدي إلى وقوع العديد من الحوادث التي يذهب ضحيتها شباب في مقتبل العمر.
شروط السلامة
يجب وضع شروط السلامة وعدم التهور في أولويات قيادة هذه الدراجات، حيث يوجد الكثير من الأطفال والشباب الذين تستهويهم هذه الهواية فاذا كانوا غير ملمين بأصول السلامة وكيفية القيادة حدث مالا تحمد عقباه.
كما يجب وضع فرق مراقبة لهذه الدراجات وخاصة عندما يقودها الأطفال.
هناك الدراجات النارية التي تسمى (البانشي) ذات ثلاث أو أربع عجلات وهذه تكمن فيها الأخطار لسرعتها وصعوبة التحكم بها وعدم معرفة من يقودونها بأصول القيادة الصحيحة والسليمة حيث إنها تصدر ضجيجا أثناء استخدامها، مما يزعج الناس إذا تم استخدامها بين الأحياء السكنية.
حوادث كثيرة وخطيرة وقعت وسط الأحياء السكنية أو الشوارع الرئيسية تسببت في عاهات للأطفال والشباب، منها الشلل ونعرف ماذا يعنيه الشلل من خسارة للشباب والأموال وانشغال الأهل بالمصاب.
المتابعة ضرورية
كلنا يعلم مقدار الفائدة والأهمية للدراجة النارية كاختراع إنساني عظيم ومهم، سهل حياة البشر في كثير من الاستخدامات التي لا يمكن حصرها في هذه العجالة.
وكان من المفروض أن يشدد الجهاز المروري على منح رخص الدراجات النارية وسن قوانين صارمة وتشديد الرقابة المرورية في الشوارع بشكل جيد، خصوصاً في القوانين المتعلقة بقيادة الدراجات النارية والمرحلة العمرية، وكان من المفروض أيضاً أن تعامل مثلها مثل المركبات الأخرى حرصاً على سلامة المواطنين والمقيمين، ونحن نرى مراهقين لا تسمح لهم سنهم بقيادة هذه الدراجات يصولون ويجولون في شوارعنا، السؤال هنا: لماذا لا يتابع الجهاز المروري مثل هذه الحالات المتكررة ويرصدها ويتخذ بحقها الإجراءات اللازمة؟
مقترحات
للتغلب على هذه الظاهرة السلبية يمكن تطبيق الأمور التالية:
- إنشاء نواد خاصة لهواة الدراجات النارية.
- تطبيق قوانين شراء الدبابات وترخيصها.
- تطبيق القوانين المرورية الخاصة بالدراجات النارية ومن أهمها استخدام الخوذة الرأسية أثناء القيادة.
- القيام بحملات توعوية كما هو حاصل بالنسبة للسيارات من أجل شرح الطرق السليمة لاستخدام الدراجات النارية.
قيادة امنة
لا بد لكل من يقود الدراجة النارية من استخدام أهم المستلزمات الخاصة بهذا القيادة التي تحث عليها أنظمة المرور، وفي هذا الإطار ننبه إلى ما يجب استخدامه من ادوات تؤدي - بإذن الله - إلى سلامة راكب الدراجة النارية:
- تعتبر الخوذة أهم أداة بالنسبة للحماية الشخصية في الدراجة النارية حيث تقوم بحماية الرأس في حالة السقوط، حيث إن الإصابات في الرأس قد تكون مميتة في حالة عدم ارتداء الخوذة.
كان من مهام الخوذة حماية العينين من الرياح والأتربة عند السرعات العالية.
- يفضل ارتداء الملابس المخصصة للدراجات النارية حيث إن معظمها مجهز بماصات للصدمات في الركبتين والكوعين وخاصة في منطقة الظهر , وغالبا ما تكون هذه الملابس مصنوعة من مواد عالية المقاومة للاحتكاك ولكن أفضل هذه الملابس هي التي تكون من الجلد حيث إن الجلد له أعلى مقاومة للاحتكاك في حالة السقوط كما أنه الوحيد الذي يوفر الحماية اللازمة عند السقوط من سرعات عالية.
- يجب استخدام حذاء قوي لا يعيق حركة القدمين للتمكن من التصرف بحرية.
- القفازات مهمة جدا في تثبيت مقود الدراجة وخاصة عند سقوط الأمطار وفي الصيف خوفا من العرق الذي يؤدي إلى الانزلاق.
- الحزام يلبس حول الوسط ووظيفته إسناد وتقوية الظهر وشده أثناء القيادة وهو يعطي السائق شعورا بالراحة خاصة عند السير لمسافات طويلة, كما ان الحزام مفيد جدا في البرد حيث يقوم بحماية منطقة الكليتين من الرياح الباردة خاصة في فصل الشتاء البارد حيث تكون الرياح قوية ولكن في الصيف تبقى وظيفته الأساسية حماية منطقة الظهر.